Admin Admin
عدد الرسائل : 249 ل : 0 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: حوار ساخن بين عمرو دياب والشيخ محمد العوضي بأحد فنادق الكويت الإثنين مارس 03, 2008 6:31 am | |
| رغم أنه غير موعد وصوله، فوجئ عمرو دياب بعشرات المعجبين ينتظرونه في مطار الكويت الدولي حيث كان يشارك في أحد حفلات مهرجان «هلا فبراير» السنوي.
وبعد أن تدخل الأمن وأنقذ عمرو من معجبيه، استقل سيارته إلي الفندق، واستراح في جناحه الخاص، ثم اصطحب فرقته الموسيقية لتناول العشاء في مطعم الفندق، وأثناء ذلك، فوجئ عمرو بأحد العاملين في المطعم يقول له في أذنه إن الدكتور محمد العوضي الشيخ الكويتي الشهير يرغب في الحديث معه وفتح نقاش علي مائدته، وأشار لعمرو إلي مكان جلوس الشيخ مع مجموعة من أصدقائه.
لم ينتظر عمرو الانتهاء من تناول العشاء، ولم يفكر في إرهاق السفر، وانتقل فورًا إلي مكان جلوس العوضي وعانقه وأبدي إعجابه به وقال له إنه يتابع حواراته علي القنوات الفضائية، وجلس ليبدأ بينهما حديث طويل تنقل تفاصيله في السطور القادمة.
في البداية سأل العوضي عمرو: هل أعطتك الشهرة كل شيء، وماذا أضافت لك؟
أجاب عمرو: بصراحة شديدة الشهرة أعطتني الكثير طوال حياتي الفنية، ولكنها أيضًا أثرت علي بشكل سلبي.
العوضي: ما هو؟
عمرو: حياة الشهرة صعبة جدًا ويكفي أن تفتقد الحرية، وتصبح تصرفاتك محسوبة عليك، وأي حركة لها حساب.. وخلال الأعوام الماضية تعرضت لمواقف عديدة بسبب الشهرة، لذلك قررت أن أكتب قصة حياتي في كتاب أتحدث فيه عن جميع التفاصيل منذ أن بدأت وحتي الآن.
العوضي: الشباب حاليا يقلدون النجوم بشكل كبير وأحيانًا يصل التقليد إلي حد الجنون.
عمرو: تصور أنني ظهرت في إحدي الأغنيات المصورة بلحيتي ثم بعدها فوجئت بأنها أصبحت موضة وعدد كبير من الشباب أطلق لحيته. وطلب عمرو من العوضي تفسير هذه الظاهرة.
العوضي: الشباب حاليا يبحث عن رمز أو قدوة يسير علي خطاها، وكاريزما النجم هي أهم النماذج التي تجعل الشباب يقلدون النجم حتي لو قدم النجم تقليعات غريبة أو لا تعقل. وبهذه الطريقة يشبع الشباب حاجته النفسية، لذلك تجد الشركات تستعين بنجوم للترويج لمنتجاتها حتي لو كانت تافهة أو رديئة، وهذه النظرية تسمي بالاقتران الشرطي، وهذا الارتباط بين النجم المحبوب والسلعة يحقق لها نسبة مبيعات عالية، مثل الإعلان الذي يروج لمشروب عن طريق هيفاء وهبي ونجم الأرسنال هنري، والهدف من ذلك هو استغلال الجمهور وليس إمتاعه، فهل توافقني يا عمرو علي هذا الرأي؟
عمرو: هذا الكلام حقيقي، ويحدث بالفعل، ولكني أحب أن أسألك.. نحن نشأنا في مجتمعات زرعت فينا أن الحرام الوحيد هو العري، ولكن هناك أمورًا أخري لم يسلط عليها الضوء مثل الظلم وأكل حقوق الناس وغيرها من الأمور، فما هو رأيك في ذلك؟
في هدوء شديد بدأ يشرح العوضي دين الإسلام ووصفه بأنه دين شامل وتحدث عن كل كبيرة وصغيرة فيه، وقال: لكن الموروث الشعبي له دور كبير في تغليب جانب علي جانب، وبالمناسبة وطالما تحدثنا عن العري الموجود طوال الأيام الماضية علي شاشات الفضائيات، هل تنكر يا عمرو أن الفيديو كليب حول المرأة إلي حيوان استعراضي ووصل بها الحال إلي التغزل بالخيول والحيوانات وإلي أي مدي يصل هذا الانحطاط والتدني ومن يقف وراءه.
عمرو: يوجد رجال أعمال كبار وعدد من أبناء الأمراء يقفون وراء هؤلاء الفنانات ويدعمونهن، لكن من وجهة نظري أن حل القنوات الفضائية بسيط جدًا بالرغم من أن هناك عددًا كبيرًا يهوي انتقادها فقط، والحل من وجهة نظري أنك من الممكن أن تغير القناة بالريموت وتريح بالك.
العوضي: الحل هو غلق قنوات العري، وهذا يعتبر حلاً جزئيا لأن دين الإسلام ليس دين علاج فقط، بل دين وقاية فهو يمنع كل وسيلة تحرض علي الفجور، وأيضًا يربي ويعلم الإنسان الإيمان والخلق.. والمفروض أن الحرام بين والحلال بين والقرآن الكريم يحرم الوسائل الفاسدة التي تؤدي إلي الفجور الذي يؤدي إلي السقوط.
سكت عمرو قليلاً ثم قال: يوجد شيء استغربت منه كثيرًا، وهو التنافس بين المشايخ الذي أصبح مثل التنافس بين الفنانين والرياضيين، ولاحظت ذلك أثناء تواجدي في الطائرة وكان بجواري أحد المشايخ، ودار حديث بيننا فوجدته وجه نقدًا شديدًا لبعض الدعاة والمشايخ، ومن المفروض أن طبقة المشايخ وضعهم مختلف وأن يكون هدفهم الأساسي هو نشر الخير للجميع، وأحب أن أؤكد لك أن قدوتي هو الشيخ محمد متولي الشعراوي.
العوضي: إن الرسول صلي الله عليه وسلم وحده هو المعصوم من الخطأ، وأي إنسان معرض للنقد، والدعاة هم أيضًا بشر، وأي شخص لديه الحرية أن يبدي ملاحظاته علي أي شيء معلن للجمهور.
عمرو: الجمهور أصبح متعلقًا بالمطرب بشكل كبير جدًا، لدرجة تصل إلي التقديس من شدة إعجابه لدرجة أن هناك فتيات رفضن الارتباط لتعلقهن بشخصيتي، وهذا جعلني مصدومًا، كما أنني شاهدت صوري معلقة في أماكن وبيوت كثيرة في جميع أنحاء العالم.
قاطعه العوضي قائلاً: هذا دليل علي تأثير الإعلام علي الجمهور البسيط لذلك لا أعتبر إغلاق التليفزيون هو الحل، لكن يجب تصحيح خطأ عام وتغيير الأهداف والسلوك والرجوع للإيمان.
عمرو: لدي موضوع مقتنع به أحب أن أناقشه معك وهو عن مفهوم العبادة، فمن وجهة نظري أن الإنسان الذي يكثر من الصلاة والصوم والعبادة لرغبته في دخول الجنة والتمتع بما فيها من ملذات أعتبره إنسانًا طماعًا وهدفه من طاعة الله المصلحة فقط، ولكن من وجهة نظري أن الحب هو أفضل طريق للتعامل مع الله فنحن نعبده ونطيعه لأننا نحبه كما أجد أن بعض المشايخ ينصحون الناس بالتقوي والإيمان عن طريق تخويفهم من عذاب يوم القيامة وأيضًا بعض البرامج الدينية لو سمعت أحاديثها ستجد صورًا من البراكين والعذاب وهذا من وجهة نظري يسيء للإسلام.
العوضي: أي إنسان في الدنيا لديه ثلاث عواطف رئيسية: الأولي عاطفة تدفعه للعمل مثل الفرح والأمل. والثانية عواطف رادعة مثل الرهبة والخوف، والأخيرة عواطف ممجده مثل الحب والتقديس، والإنسان المتوازن هو الذي يستطيع أن يجمع ما بين الثلاث عواطف ويوازن بينها بحيث لا تسيطر عاطفة علي الأخري، ولو سيطرت إحدي العواطف سيحدث خلل لدي الإنسان لذلك نحن نعبد الله سبحانه وتعالي حبًا وخوفًا وطمعًا، وأتفق معك أن الحب هو الأصل في أي شيء، ولكن الخوف يؤدي إلي الحب، فمثلاً الإنسان يخاف من الفقر لأنه يحب أن يكون غنيا، ويخاف من المرض لأنه يرغب أن يكون بصحة جيدة، ويخاف من الهزيمة لأنه يحب النصر، لذلك لو وجد حب حقيقي لدي أهل الفن بصفة عامة، لاعتزل معظمهم لأن منهم من لديه أعمال متناقضة لحب الله.
اختتم عمرو الحديث قائلاً: إن بعض الناس حاليا تعبد الله، لكن خارج الصلاة والعبادة تجدهم يفعلون عكس العبادة ذاتها، فمنهم من يأكل حرامًا أيضًا.
رد العوضي: يوجد مفكر مصري اسمه محمد قطب. عمرو: أعرفه وله أخ اسمه سيد قطب.
فقال العوضي: محمد قطب ألف كتابًا اسمه «مفاهيم ينبغي أن تصحح» قال منه إن المفهوم الثاني الذي وقع فيه الخلل عند المسلمين هو مفهوم العبادة علي جميع المستويات، فمثلاً، فصل العبادة عن العمل، لذلك تجد الإنسان مختلفًا عندما يخرج من المسجد عن وجوده داخل العمل، لأنه يجهل أن العمل عبادة، والثاني هو فصل العبادة عن الأخلاق، والثالث فصل العبادة عن المتعة، فمثلاً تجد الصائمين في نهار رمضان هم الذين يحيون الخيم الرمضانية.
وفي نهاية الحوار اصطحب العوضي عمرو وجلسا علي مائدة بعيدة عن الجميع، ودار حديث بينهما لمدة عشر دقائق ثم تصافحا وغادر عمرو المطعم
| |
|